* هَا: اسمُ فعل أمْرٍ بمنى خُذْ نحو "هَا كِتاباً" أي خُذْه، ويجوزُ مَدُّ ألفها، وتُستَعمل مَمْدُودَةً ومَقْصُورة بكافِ الخطابِ و بدُونها، فتقول: هَا وهَاكُمْ، ويجوزُ في الممْدُودَةِ أن تَستَغنيَ عن الكافِ بتَصْريف هَمْزَتها تَصَاريفَ الكافِ، فيُقَال: "هَاءَ" للمُذَكَّر، و "هاء" للمُؤَنَّث، و "هاؤُما" و "هاؤُمْ" ومنه قوله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَأُوا كِتَابِيَهْ} (الآية "19" من سورة الحاقة "69").
هَا: حَرْفُ تَنْبِيه وتَدْخُلُ على ثلاثة:
(أحدُها) الإشَارَةُ لِغَيْرِ البَعيد نحو "هَذا".
(الثاني) ضَمير الرَّفْع المخْبرَ عنه باسم الإِشَارةِ نحو: {ها أَنْتُمْ أُولاءِ} (الآية "119" من سورة آل عمران "3" ).
(الثالث) "أيّ" في النداءِ نحو "يا أيُّها الرَّجُلُ" وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنَّه المقْصُودُ بالنِّداء.
* هَا للقَسم: هِي "هَا" للتَّنْبِيهِ، ولكنَّها قد تَنُوبُ في القَسَم عن الواوِ، تقولُ: "لا هَا اللهِ ذَا"، وتمُدُّ أَلِفَ "هَا" وإنْ كانَ بَعْدَها شَدَّةُ لَفْظِ الجَلالَة، كما تُلْفَظ "هَامَّة" وإنْ شِئْتَ قُلتَ "لا هَللَّهِ ذا" فتحذف الألف، وتكون في موضع الواو إذا قلت: "لاواللهِ".
وأمَّا ذَا فهو الشيء ُالذي تُقسِم به، فالتقدير: "لا واللهِ هَذا ما أُقسِمُ به" فَحذَفْتَ الخَبَر لِعِلْم السَّامِعِ به أو "ذا" خَبَرٌ لِمُبْتَدَأ مَحْذُوفٍ، التَّقْدِيرُ: "الأمْرُ ذا".
ولَفْظ الجَلالة يُجَر بـ "هَا" كما يُجَرُّ بوَاوِ القَسَم.
* هَا أَنَاذا وفُرُوعُه: كَثُر اسْتِعمالُ "هَا" للتنبيهِ مَعَ ضَمِيرِ رَفْعٍ مُنْفَصِل بِشَرْطِ أنْ يكونَ مَرفُوعاً بالابتِداءِ، وأنْ يكون خبرُهُ اسمَ إشَارَةٍ نحو: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ} (الآية "119" من سورة آل عمران "3" ) فلا يجوزُ دُخُولها على الضَّميرِ مِنْ قَولكَ "مَا قَامَ إلا أَنَا" ولا مِن قَوْلكَ "أنْتَ قائمٌ".
تقول "ها أنا ذا" و "ها نحنُ ذانِ" و "هَا نحن أولاءِ" و "هَا أَنْتِ ذِي" و "هَا أَنتُما تَانِ" و "هَا أَنْتُنَّ أُوَلاءِ" وهكذا .
* هَاءُ السَّكتْ: مِنْ خَصَائِصِ الوَقْفِ اجتِلابُ هَاءِ السَّكْت، ولَها ثَلاثةُ مَوَاضِع:
(أحدُها) الفِعلُ المعَلُّ بحذْفِ آخرِهِ، سَواءٌ أكَان الحَذْفُ للجَزْمِ نحو "لمْ يَغْزُهْ" و " لمْ يَرْمِهْ" و "لم يَخْشَهْ" ومنه {لم يَتَسَنَّهْ} (الآية "259" من سورة البقرة "2" ). ومعنى لم يتسنه: لم تغيره السنون)، أو لأَجْلِ البِنَاءِ نحو "اغْزُهْ" و "اخْشَهْ" و "ارْمِهْ" ومنه: {فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} (الآية "90" من سورة الأنعام "6" )، والهاءُ في هذا كلِّه جَائِزةٌ، وقد تجبُ إذا بَقِيَ الفِعلُ على حَرْفِ واحدٍ كالأمْرِ من وَعَى يَعِي، فإنَّكَ تقول: "عِهْ".
(ثانيها): "مَا" الإسْتِفْهَامِيَّةُ المجُرَّدَةُ، فإنَّهُ يجبُ حذفُ أَلِفِها إذا جُرَّتْ في نحو "عَمَّ، وفِيمَ" مَجْرورتيْن بالحرفِ "وَمَجِيءَ مَ جئتَ" (الأصل: جئت مجيء مَ؟ وهذا سؤال عن صفة= المجيء، أي على أي صفةٍ جئت ثم أخَّرَ الفِعل لأنَّ الإستفهام له صَدْر الكلام، ولم يمكن تاخير المضاف) مجرورةً بالمضافِ، فَرْقَاً بينها وبين "مَا" الموصوليَّة الشرطيَّة.
فإذا وَقَفْتَ عليها أَلحقْتَ بها الهاء حِفْظاً للفَتْحَةِ الدَّالَّة على الألِفِ المحذُوفَةِ، وتجِبُ الهَاءُ إنْ كانَ الخَافض لـ "مَا" الاستِفْهَاميَّة اسْمَاً كالمثالِ المتقدمِ: "مجيء" وتَتَرَجَّحُ إنْ كانَ الخَافِضَ بها حَرْفَاًنحو: {عَمَّه يَتَسَاءلُونَ} (عمه: وبها السكت قرأ البزي) (الآية "1" من سورة النبأ"78").
(ثالثها): كلُّ مبنيّ عَلى حَرَكَةِ بناءٍ دائماً، ولم يُشبِهِ المُعْرَبَ كياءِ المتكلم كـ "هِي" و "هُو" وفي القرآن الكريم: {مَاليه} (الآية "28" من سورة الحاقة "69") و {سُلْطَانِيَة} (الآية "29" من سورة الحاقة "69") و{مَاهِيَةْ} (الآية "10" من سورة القارعة"101") وقال حَسّان:
إذا ما تَرَعْرَعَ فِينَا الغلامُ * فَمَا إنْ يُقالُ لَهُ مَن هُوَهْ
هَبْ: بصيغَةِ الأمر، وهي مِنْ أَفْعَالِ القُلُوب وتُفيدُ في الخبَرِ رُجْحَاناً، وهي تَنصِبُ مَفْعُولَين أَصْلُهُما المُبْتَدَأ و الخَبَرُ نحو قولِ عبدِ الله بنِ همّام السَّلُولي:
فقُلْتُ أَجِرْني أبّا خَالدٍ * وإلاَّ فَهَبْني امْرَءًا هَالِكَا
ويقالُ "هَبْنِي فَعَلْتُ ذلك" أيْ احْسَبْنِي واعْدُدْني، ولا يقالُ: "هَبْ أني فَعَلت".
(=ظنَّ وأخواتها).