يا لغرابة الزمن، و يا لقساوة السنن، أينما آرتحلنا ندفع الثمن،
و كلما آنتحبنا تكثر المحن، فما أغنانا البكاء و لا النحيب، صارت الدمعة رفيقتنا وصارت المأساة حقيقتنا، كشفت الأسرار و بانت العيوب، و آغتر الأشرار و آمتلأت الجيوب، في زمننا هذا خاب الأخيار و قست عليهم القلوب، فلم يبقى لهؤلاء مكان،
و صاروا في خبر كان.
بكت الطيور لسوء الأحوال، فهانت المصائب
و الأهوال، لماذا نغتر بالدنيا وهي فانية و ننسى يوم الغاشية، فيا من تدعي الكمال، فكر في يوم لا ينفع فيه لا بنون و لا مال، عندئذ يعز المرء أو يهان.
راح ذاك الزمان وناسه وجاء هذا الزمان بفاسه
كل من يتكلم بالحق كسروا له راسه
يا ذا الزمان يا الغدار يا كسرني من ذراعي
نزلت من كان سلطان وركبت من كان راعي
الشر ما يظلم حد غير من جابه لنفسه