الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
نبذة موجزة عن حياة المولى إدريس الأول
هو المولى إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أباً ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّاً.
هاجر إلى المغرب بعد وقعة فخ عام 169 هجرية (سنة 687 ميلادية) صحبة مولاه راشد مرورا من مصر ثم القيروان فتلمسان ثم مدينة طنجة ومنها بدأ اتصالاته مع القبائل الأمازيغية وخصوصا مع قبيلة أوربة وزعيمها إسحاق بن عبد الحميد الأوربي أكبر هذه القبائل وذلك يوم 9 غشت 788 فعرفهم بنفسه وبقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم والهدف من دعوته التي تتمثل في السير على نهج الخلفاء الراشدين وقد لعبت هذه الدعوة دورا في تقريب الرؤى بين المولى إدريس والأمازيغ الذين قرروا مبايعته وذلك يوم الجمعة 4 رمضان عام 172 الموافق ل 6 789م بوليلي مؤسسا بذلك أول دولة مغربية مستقلة عن الخلافة العباسية في الشرق ومنذ مبايعته كرس المولى إدريس جهوده لنشر دين الإسلام وفتح أكبر عدد من الأقاليم المغربية فقضى على الطوائف الضالة وأنار مشعل الإسلام في سائر أنحاء البلاد وقد وصلت فتوحاته حتى مدينة تلمسان شرقا.
وقد أثارت تحركات المولى إدريس الهادفة إلى نشر الإسلام –خصوصا وأنها تتجه كلها نحو الشرق- مخاوف الخليفة العباسي هارون الرشيد، ونظرا لبعد المسافة قرر هارون الرشيد اللجوء إلى الحيلة والمكيدة حيث أرسل سليمان بن جرير الشماخ للفتك بالإمام إدريس وقد كان ما أراد حيث قتل الإمام إدريس بالسم وذلك شهر ربيع الثاني عام 177هـ / 793م وترك زوجته كنزة حاملا من أربعة أشهر فقرر الأمازيغ تأجيل أمر الحسم في خلافة المولى إدريس إلى أن تضع كنزة حملها فقام راشد بشؤون الدولة حتى ميلاد المولى إدريس الثاني حيث تلقى التربية الضرورية والعلوم اللازمة لتتميم رسالة أبيه في تقوية الدولة الإسلامية بالمغرب والتطلع إلى توحيد الخلافة الإسلامية من المغرب إلى الشرق.
ومن الآثار التي خلفها المولى إدريس مدينة مولاي إدريس زرهون المتواجدة بنحو 20 كلم من مدينة مكناس والتي جعلها أول عاصمة للمغرب، ومن آثاره كذلك مسجد ومنبر تلمسان الذي كتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب وذلك في شهر صفر عام 174هـ.
ومن آثاره أيضا ضرب السكة بتدغة عام 174 نقش في وسط وجهها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وبدائرتها "بسم الله ضرب هذا الدرهم بتدغة عام 174هـ" ونقش في الوجه الآخر صورة هلال ثم "محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم" وتحت ذلك "علي" ثم وهذا ما أمر به إدريس بن عبد الله جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ووزن هذه القطعة غراما ونصف من الفضة الخالصة وسميت هذه السكة بالدرهم الإدريسي الفضي وكانت تدل على عزم المولى إدريس الأول على تغيير حياة رعيته التي كانت تعيش أوضاعا متقلبة وغير مستقرة بسبب خضوعهم للإمبراطوريات العديدة كالرومان والفينيقيين والأمويين وغيرهم.
وهكذا كوّن المولى إدريس الأول أول كيان مستقل منظم يخرج إلى الوجود بأسس خاصة تحمل بصمات الإسلام وتكون مدرسة فكرية جديدة تحت لواء المذهب المالكي.
ضريح المولى إدريس الأول
بني ضريح المولى إدريس الأول سنة 1070 هجرية موافق 1660 ميلادية بأمر من السلطان مولاي إسماعيل وعرف إصلاحات على يد الملوك العلويين وبالخصوص على يد أمير المؤمنين صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله.
المواسم الدينية بمدينة المولى إدريس:
- ذكرى المولد النبوي الشريف يوم 12 ربيع الأول من كل سنة هجرية وتتلى آيات قرآنية وأمداح نبوية كما يتم التذكير بالمنجزات الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ليلة القدر يوم 26 رمضان من كل سنة هجرية ويتم في هذه الليلة المباركة ختم كتاب صحيح البخاري الجامع للأحاديث النبوية الشريفة وكما تقام صلاة التراويح حتى وقت متأخر من الليل.
وتجدر الإشارة إلى أن تلاوة صحيح البخاري تبتدئ يوم فاتح رجب من كل سنة هجرية وتختم يوم 26 رمضان.
موسم المولى إدريس:
1. موسم العلميين:
يوم الخميس الأخير من شهر غشت من كل سنة ميلادية يناسب هذا اليوم ذكرى قدوم المولى إدريس الأول إلى المغرب وفي رواية أخرى إن هذا اليوم يناسب فترة نهاية موسم الحصاد فيتمكن سكان القبائل المجاورة من زيارة ضريح المولى إدريس.
ويفتتح هذا الموسم على يد الشرفاء العلميين بأمداح نبوية وابتهالات وتلاوة قرآنية.
2. الموسم الكبير:
يوم الخميس الأول من شهر شتنبر من كل سنة ميلادية، حيث تحج إلى مدينة المولى إدريس كل الطوائف الدينية الشعبية (عيساوة، حماتشة، كناوة، جيلالة...)، فتعبر على فرحتها بأنشطة عديدة، تقديم هدايا من ذبائح وسجادات وغيرها والقيام بأهازيج وألعاب فروسية.
3. الموسم السوسي:
يوم الخميس الثاني من شهر شتنبر من كل سنة ميلادية يقدم إلى هذه المدينة بعض سكان منطقة سوس لإحياء هذه الذكرى المباركة بتقديم الذبائح والهدايا والقيام بأنشطة عديدة.
4. موسم القبائل:
يوم الخميس الثالث من شهر شتنبر من كل سنة ميلادية تحج كذلك إلى هذه المدينة على التوالي بعض القبائل الأمازيغية كبني مطير وزمور وآيت شغروشن وآيت أرويبل وبعض القبائل كشراردة وكروان ومجاط وبني حسن... فتقوم بنفس الأنشطة كسابقتها (هدايا، ذبائح, ألعاب فروسية...).
و هذه صور للضريح صورتها بنفسي
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
................