احتشد اليوم عشرات الآلاف من التونسيين في العاصمة تونس وطالبوا برحيل حكومة محمد الغنوشي معتبرين أنها من بقايا نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بعد يوم من مسيرتين أخريين خرجت الأولى منهما احتجاجا على مقتل رجل دين مسيحي، والثانية لرفض تصريحات لسفير فرنسا اعتبرت خادشة لكرامة البلد.
وقال شاهد عيان إن قوات الأمن أطلقت النار اليوم في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تطالب باستقالة الحكومة مثل "ارحل"، و"لا نريد أصدقاء بن علي"، في إشارة إلى شخصيات يعتبرونها من بقايا نظام بن علي الذي خُلع قبل 34 يوما، واضطر إلى الهرب إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت المتظاهرة سامية محفوظ وهي تونسية في الخمسين من العمر "نحن ضد حكومة الغنوشي لأن وجوده يعني أن ثورتنا لم تفعل شيئا"، وأضافت "هذا فريق بن علي، ولم تغير الحكومة شيئا".
ويرأس الغنوشي الوزارة بتونس منذ 1999، وهو يقود منذ أن خُلع بن علي حكومة انتقالية يفترض أن تحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة ونزيهة.
وعُدّلت الحكومة نهاية الشهر الماضي وأزيل منها من اعتبروا رموزا للنظام السابق، لكن منتقديها يرون تلك الخطوة غير كافية، ويذكّرون بنقائص أخرى مثل فشلها في تحسين الوضع الأمني، ومعالجة مشكلة الفقر.
وإضافة إلى المطالبة برحيل الحكومة، رفع بعض المتظاهرين شعارات تطالب بزيادة الأجور، في وقت حوّمت فيه فوق المحتجين مروحيتان تابعتان لوزارة الداخلية التي حذرت التونسيين أمس من الخروج في مظاهراتٍ ذكّرت بأنها ممنوعة بموجب قانون الطوارئ الذي فرض قبيل هروب بن علي.
وباتت المظاهرات مشهدا شبه يومي في تونس منذ سقوط نظام بن علي.
فقد تظاهر أمس نحو 15 ألف شخص دعوا إلى التسامح الديني بعد إعلان الداخلية التونسية عن اغتيال كاهن بولندي في منوبة على يد "جماعة متطرفة".
كما تظاهر نحو 3000 أمام سفارة فرنسا، وطالبوا بطرد السفير الفرنسي الجديد بتهمة "تعامله بشكل غير لائق" مع صحفيين محليين.