ظلت الأعشاب تقدم سلسلة متصلة من العلاجات الطبيعية الفاعلة
التي أسهمت بشكل كبير في علاج العديد من الأمراض، وحققت نتائج ايجابية زادت الإقبال على هذا النوع من العلاج، وكان للمرأة نصيب وافر من الطب الطبيعي،
الذي عالج الكثير من مشكلاتها الصحية خصوصاً الهبات الساخنة، وآلام الرأس النصفية، وأعراض ما قبل الدورة الشهرية،
والتهابات المسالك البولية وغيرها من الأمراض التي تتعرض لها النساء بشكل خاص.
وتتنوع الأعشاب الطبية الخاصة بالنساء تبعاً لاختلاف الأمراض والاضطرابات الصحية الشائعة لدى العديد من النساء، وسوف نستعرض هنا بعضاً من تلك الأعشاب وأهم استخداماتها.
التوت البري
للتوت خاصية الوقاية من التهابات المسالك البولية التي تصيب النساء أكثر من الرجال بشكل ملحوظ دون معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك، وقد أجريت عدة دراسات على أمراض السكري والكليتين والجهاز الهضمي وأثبتت تلك الدراسات أن امرأة من كل خمس نساء تصاب بالتهاب المسالك البولية مرة في العمر على الأقل، وذلك نتيجة نمو بعض أنواع الجراثيم في مجرى البول
أوفي المثانة، وهنا تبرز أهمية التوت البري في مقدرته على منع التصاق تلك الجراثيم بجدار المثانة أو مجرى البول، وهذا يحمي المرأة من الالتهاب.
وينصح بتناول كوب بمقدار 20 مليليتر من عصير التوت البري يومياً بحيث تكون نسبة التوت مرتفعة جداً، ورغم توافر هذا العشب بكميات كبيرة في الأسواق ومحلات العطارة وغيرها لكن يصعب تناوله دون تخفيفه بالماء وذلك نسبة لقوته، ويأتي أحياناً على شكل أقراص، لكن لم يثبت أنها تحمل نفس خاصية العصير وفعاليته.
الزنجبيل
هو أحد النباتات العشبية واسعة الاستخدامات الطبية، وله فوائد عديدة في علاج الكثير من الحالات المرضية، ويساعد على التخفيف من الغثيان الذي تتعرض له الكثيرات في فترة ما قبل العادة الشهرية وكذلك أثناء الحمل كما يفيد الزنجبيل في إزالة الغثيان الناتج عن الخضوع للتخدير في حالة العمليات الجراحية أو العلاج الكيميائي أو الذين يتأثرون بركوب السفن. وينصح خبراء التداوي بالأعشاب بتناول الزنجبيل المجفف وذلك للحصول على أفضل النتائج وذلك بمعدل 250 مليجرام أربع مرات يومياً.
الشاي الأخضر
الكثير من الدراسات أشارت إلى أهمية الشاي الأخضر واحتمال افادته في الوقاية من السرطان، وقد أكدت احدى الدراسات الحديثة أن تناول الشاي الأخضر يمكن أن يقي من الأورام السرطانية في الثدي خصوصاً في المراحل الأولى منه حيث بينت الدراسة أن أحد مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر يحث الخلايا السرطانية في الثدي على تدمير ذاتها.
ولاستخدام الشاي الأخضر للعلاج أو الوقاية من الأمراض يفضل تناول من 6 - 10 فناجين شاي يومياً، ويفضل عدم تناول النوع الخالي من الكافيين حيث أثبتت بحوث أن نزع الكافيين من الشاي يقلل من قدرته على الوقاية إذ يحتوي كل كوب من الشاي الأخضر على 25 مليغرام من الكافيين، وهذا ربما يستدعي بعض الحوامل والمرضعات مراجعة الطبيب قبل استخدام الشاي الأخضر بشأن تحديد كمية الكافيين المسموح بها في مثل تلك الحالات.
بذور الكتان
تعد من النباتات العشبية ذات الأثر الطبي الايجابي في مواجهة بعض الأمراض والفوائد الصحية المتعددة التي من أبرزها حماية القلب والشرايين، ويذكر أن عدد ضحايا مرض القلب بين النساء يفوق عدد ضحايا كل أشكال السرطان بينهن ويعود ذلك إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول لدى الكثير من النساء. وبما أن النساء فوق سن 45 تزداد لديهن نسبة الكوليسترول فإن بذور الكتان الغنية بأحماض أو ميغار 3 الدهنية وحمض الفا - لينولييك لديها القدرة على خفض تلك المعدلات وذلك بتناول 20 جراماً يومياً من بذور الكتان وخفض الكوليسترول الضار وتعديل النسبة بين النوعين من شأنه أن يوفر حماية من أمراض القلب المحتملة.
واشارت دراسات أخرى إلى أن خطر الاصابة المميتة بمرض القلب والسكتة الدماغية ينخفض لدى النساء اللاتي يتبعن نظاماً غذائياً بحمض ألغا لينولييك مقارنة بمن يفتقر نظامهن الغذائي إلى هذا الحمض وتحتوي ملعقتا طعام من بذور الكتان المسحوق على 4 غرامات من الألياف الغذائية أي ما يمثل 20% من الكمية المنصوح بتناولها يومياً.
ويتم تناول بذور الكتان باضافة ما بين ملعقة طعام وخمس ملاعق من مسحوق بذور الكتان إلى وجبات الطعام عدة أيام في الاسبوع لسهولة تناول ذلك العلاج يمكن اضافتها إلى رقائق الحبوب صباحاً أو اللبن أو إلى أطباق السلطة كما يمكن اضافة زيت بذور الكتان نيئاً إلى السلطات ويجب حفظه بالثلاجة كي لا يفسد مع ملاحظة عدم استخدامه للطبخ.
الكافورية
عشبة مفيدة جداً في علاج آلام الرأس النصفية التي تعاني منها نساء كثيرات وتصاب بها النساء بمعدل ثلاثة أضعاف اصابة الرجال وذلك وفقاً لدراسة أمريكية في هذا المجال وهذه العشبة تساعد على التخفيف من الغثيان والتقيؤ اللذين يرافقان الصداع النصفي الحاد، وقد تقلل من حاجة المريض إلى الأدوية الكيميائية التقليدية وذلك بفضل مفعول احدى المواد المكونة لها في كبح تقلصات الأوعية الدموية، وخفض معدل الالتهاب ولكن يجب عدم تناول هذه العشبة للنساء الحوامل أم مع أدوية تسجيل الدم، ويستخدم هذا العلاج العشبي بتناول ما مقداره 100 - 150 مليجراماً من الأوراق المجففة أثناء تناول الطعام أو