GoRaRi عضو(ة) مبتدىء(ة)
عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 24/02/2011
| موضوع: حركة 20 فبراير بين اليسار والإسلاميين الثلاثاء 8 مارس 2011 - 18:17 | |
| تعرضت حركة 20 فبرير لاتهامات مختلفة لإضعافها. ومن هذه الاتهامات الإلحاد والتأسلم معا. والسبب هو أن الحركة قد حظيت بدعم جماعة العدل والإحسان وبمساندة فعلية من طرف اليسار الجذري. كان هذا الدعم سريعا وغير مشروط بخلاف الانتهازيين الذين لم يعلنوا عن مواقفهم المرحبة إلا بعد أيام من المسيرة، يقولون نعم ولكن... هم مع الشباب لكن لا يدعمون مطالبهم... لا يتحدثون عن موقف ومبدأ بل يتشممون اتجاه الريح والمصالح ثم يعلنون ما يلائم ذلك.
مع أوضد؟
هذا الوضوح ليس من ضمن قيمهم.
هؤلاء المراوغون هم بالضبط الذين يدفعون شبان حركة 20 فبراير ليجدوا في نادية ياسين وسعيد بنجبلي عونا من ناحية الإسلاميين غير المؤسساتيين. وفي عبد الحميد أمين وعبد الله الحريف سندا من جهة اليسار الجذري.
بالنظر للوضع السياسي المشوش الذي يعيشه المغرب، والذي وصفحه حسن أوريد ببلاغة في مداخلاته بالدار البيضاء، والذي تمثل محنة حزب العدالة والتنمية أصفى تجلياته، تجد الأحزاب الرسمية صعوبة كبيرة في اتخاذ موقف مستقل. فعبد الإله بنكيران مقسوم بين ضرورة عدم إغضاب جهاز الدولة وبين غضبه من الوضع. وهكذا وجد على مكتبه استقالات حامي الدين والرميد والشوباني. إن قبلها اضعف نفسه وإن ساير الرميد جلب على نفسه المشاكل... لهذا لابد من لاعبين سياسيين آخرين يرفعون السقف بالوكالة لكي لا يسقط ويسحق ما تبقى من مجال للمناورة. هذا العمل السياسي بالوكالة وفوائده هو موضوعي.
تدافع هذه الورقة عن الأطروحة التالية: في صالح تطور الديمقراطية بالمغرب وجود النهج والطليعة والعدل والإحسان دون أن يشاركا في الانتخابات. إليكم الأسباب:
1 ـ من أجل موقف وفكرة، يقف المتطرفون في وجه العاصفة دون حساب الربح والخسارة، لذا تنتفي فيهم الانتهازية عادة فيصعب ابتزازهم أو شراؤهم.
2 ـ يملك المتطرفون هامش المزايدة والمناورة والسير علي الحافة وحتي القدرة علي دفع الوضع إلي مرحلة كسر الأواني. (العنف، العصيان، الإضراب، الإضراب عن الطعام، التهديد بحرق الأجسام، الصلاة في الشواطئ..).
3 ـ يشترطون علي المخزن إدخال الجمل في سم الخياط ليتفاهموا معه أو يقبلوا به علي الأقل... مما يضطره للبحث عن محاورين غيرهم (أي على المعتدلين).
4 ـ وبهذا الشكل فإن دور المتطرفين في المشهد هو دفع الأطراف الأساسية ـ المشرعنة أو الشرعية (حسب موقع القارئ) ـ للتفاهم بغرض قطع الطريق علي هؤلاء المتطرفين أنفسهم.
ويتأسس هذا التفاهم، الذي يقوده المخزن، علي توازن حذق بين المشرعنين والمتطرفين، وقد تم ذلك علي مرحلتين بعد الاستقلال، تمثلت المرحلة الأولي في التلويح بالديمقراطة لحزب الإتحاد الاشتراكي ومن يدور في فلكه، وفي نفس الوقت إنزال قمع ماحق باليسار الجذري بعد 1975. وتتمثل المرحلة الحالية في شرعنة الإسلاميين المعتدلين (العدالة والتنمية) واحتوائهم في مقابل محاربة الإسلاميين المتشددين (العدل والإحسان والسلفية الجهادية)، وهو ما يشجع الأوائل علي تلطيف خطابهم تجنبا لكل المخاطر. لقد تعود المعتدلون المشرعنون أن يأكلوا الثوم بفم المتطرفين!!
النقطة الجوهرية في كل هذه السياسة التي يتبعها المخزن هي منع تحالف ـ بل حتي تقارب ـ المشرعنين والمتطرفين بأي ثمن، لذا لن يستطيع أحد تخمين تبعات تحالف حزب العدالة والتنمية المشرعن وجماعة العدل والإحسان المحظورة في انتخابات 2012. ويتم منع هذا التحالف عن طريق التلويح بالعصا للمتطرفين والجزرة للمشرعنين، وتتمثل هذه الجزرة في مواقع في السلطة وتمويل ملتو وتحقيق مطالب شعبية شاحبة...
هكذا يتضح أن وجود المتطرفين ـ يساريين وإسلاميين ـ يدفع المخزن للتفاهم مع المعتدلين بشروط لا بأس بها، أما إن ضعف المتطرفون فإن المخزن يستفرد بالأحزاب الشرعية ويملي عليها خياراته، من هذا المنطلق، فمن واجب الأحزاب المشرعنة ـ التي أضعف الريع السياسي والوسط الرخو الذي تشكلت فيه عزيمتها وقواعدها ـ أن تدافع عن نصف وجود للمتطرفين لتحسين شروط التفاوض لديها خاصة وأن حسن الموقف التفاوضي ـ لدي الأحزاب ـ رهين بتعدد الخيارات (خيار التعاون مع المخزن أو خيار التقارب مع المتطرفين).
إليكم النتائج:
مواقف الأحزاب وقد شربت حليب السباع فجأة بعد 20 فبراير 2011، أعلن حزب الاتحاد الاشتراكي أن مطالب مسيرات 20 فبراير تنسجم مع مقررات مؤتمره الثامن والحزب يطالب الآن بفصل السلط بين الملكية والبرلمان والحكومة... ما رأيكم؟ الاتحاد الاشتراكي تعرفونه يطالب بهذا؟
طيب خذوا هذه "الحركة الشعبية تساند شباب 20 فبراير وتطالب بإصلاحات دستورية جذرية". بل تريد مراجعة الفصل 19 وفصل السلط بشكل صريح (أخبار اليوم 24-02-2011).
ما الذي جعل امحمد العنصر، الذي شبع تاويزاريت وقبل منصبا مذلا بلا حقيبة يصبح جذريا فجأة؟ ويريد فصل السلط مرة واحدة؟ عجب. ما الذي حركه؟ هل سينضم للحركة الشبابية ليكون وزيرا عنها؟
لقد نسيه الناس وجاءته الفرصة ليطلل من تحت عمامة أحرضان. متى سيساند العنصر مسيرة 17 أبريل 2011؟ الجواب سيختفي يومها وسيساندها يوم 27 أبريل إن كان الجو صحوا.
في مثل هذا الظرف، أي عندما تظهر للمخزن احتمالات تحالف خدامه وخصومه وما يترتب عن ذلك من مخاطر، فإن المؤسسة المخزنية تعمد إلي تهدئة الخصم عبر عرض التعاون معه مؤقتا، وهو ما أفرز التناوب التوافقي. مع الأسف فإن شروط هذا التعاون لم تكن عادلة، لأن الكتلة لم تأخذ بعين الاعتبار صوت الغاضبين علي يسارها وكانوا على حق.
بعد 2002، لم يتغير شكل التناوب في المغرب، لم يغد تناوبا تعاقديا، لم يعد تناوبا حتي، أولا بســـبب المسألة الدستورية، ثانيا لأن دار المخزن تفضل الطبخة، والتعبير لعبد الهادي بوطالب، ابن الدار.
رغم كل النواقص فإن التعاون/التناوب قد مكن أولا من تغيير الأجواء السياسية، ثانيا من تحسين صورة المغرب في الخارج، ثالثا من ظهــور المزيد من الفرز في الحقل السياسي.
فقبل التناوب، كان اليسار الجذري وقود حروب الإتحاد الاشتراكي، كانوا ينشطون نقابته وأنشطته، بعد التناوب اضطر هذا اليسار ليستقل بموقفه و يلطفه وهو يدرك عمق التحولات الجارية في ميزان القوي، وهذا جزء من المراجعة التي تفرضها لحظة الخيبة.
وقبل إنشاء حزب العدالة والتنمية، كان ينظر للإسلاميين ككتلة، الآن يشملهم الفرز، وقد مس الفرز الفرع المغربي لحركة الإخوان المسلمين أيضا، فبعضها تصوف وبعضها تسلف كما خلص المصري تمام حسان في بحث هام له.
في الأنظمة الديمقراطية الفرز جيد، لنعرف كل تنظيم أي يقف. لكن المجتمع المغربي بعيد عن هذا فالعنصر وأمثاله واثقون أن 20 فبراير هي مجرد باكور وليست شريحة (تين مجفف).
أكتب هذا وأضحك من حجم الاحتقار الذي يحملونه لصوت الشعب. أضحك من الغيظ ومن بصمات الفساد على جلدي. على حياتي وعلى حياة ملايين المغاربة.
في كل مرة أقول سأتوقف عن الكتابة أجد نفسي أحتج على الاستغباء الذي أعتبره أسوء إهانة.
هل تخيل أحدكم أن يقدم العنصر والسنتيسي مطالب جذرية لفصل السلط؟
هل يعتقدان ذلك أم يأخذون الناس على قدر عقولهم؟
لولا 20 فبراير كم كان جامع المعتصم سيقضي في سجن سلا؟ خمس سنوات على الأقل.
السنيسي الذي يكري قاعة الأفراح في قرية الخزف في ولجة سلا ب 15 مليون لليلة واحدة جذري؟ يبدو أنه ثوري موسمي. في هذا الشتاء فقط.
كيف يمكن بناء مصداقية بالتلون الحربائي؟
لينتظروا، فإن لم يأت التغيير من صناديق الاقتراع فسيأتي من الشارع.
أيهما أفضل للمغرب؟ أيهما أقل كلفة؟
هذه الأسئلة التي تمنعني من النوم لا تعني سكان فيلات مساحتها تفوق 3000 متر، وهم ينتظرون مرور سبعة أيام باكور 20 فبراير ليهدأ الوضع ثم يعودون لحياتهم السابقة. يعملون في الدولة ويخصصون جل وقتهم لمشاريعهم الخاصة. حينها يلعنون العدل والإحسان والنهج الديموقراطي... بل يلعنون كل من يذكر الدستور والباكور...
على أي هنيئا لهم النعم، لتتابع العدل والإحسان مقاطعتها. وليتابع اليسار الجذري رفع سقف المطالب، ولتتابع الصحافة المستقلة مغامرتها، فلولا هؤلاء لانعدم أوكسيجين الحس النقدي في المغرب ولاختنقنا. ولما تساءلنا: هل سيأتي التغيير من صناديق الاقتراع أم سيأتي من الشارع؟
أيهما أفضل للمغرب؟
أيهما أقل كلفة؟ | |
|
MoUaD SaàDi عضو خطير
عدد المساهمات : 1653 تاريخ التسجيل : 22/04/2010 العمر : 29 الموقع : في المنزل !!
| موضوع: رد: حركة 20 فبراير بين اليسار والإسلاميين الأحد 13 مارس 2011 - 12:14 | |
| | |
|
othmane xp عضو(ة) شرف(ة)
عدد المساهمات : 140 تاريخ التسجيل : 11/03/2011 الموقع : www.lichbona.webobo.biz
| موضوع: رد: حركة 20 فبراير بين اليسار والإسلاميين الأربعاء 16 مارس 2011 - 13:56 | |
| | |
|