لجراثيم:Les microbes
تمهيد
الجراثيم كائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة ، تلف حياتنا أنى كنا وأنى اتجهنا، وهي جزء لا يتجزأ من حياتنا. تترعرع في أفواهنا وداخل أجسامنا وفوق أصابعنا.
فما هي الجراثيم؟
وما هي أنواعها؟
وما هي خاصيات الجراثيم الممرضة؟
وفيم تتجلى خطورة الجراثيم؟
الكشف عن وجود الجراثيم:
تعرف وسط زرع الجراثيم:
للكشف عن وجود الجراثيم في الهواء نستعمل علبة بتري بها وسط مقيت ملائم ( أحماض أمينية، سكر فيتامينات وغراءgélose ) ومعقم ( لا يحتوي على جراثيم ) ، وبعد 48 ساعة في درجة حرارة 37 نحصل على عدة مستعمرات colonies جرثومية، ثم نقوم بالمبلاحظة المجهرية.
ملاحظة مجهرية للياغورت:
نأخذ قطرة من السائل الطافي لعلبة ياغورت، نضعها فوق صفيحة مع أزرق الميتيلين، نغطي الكل بصفيحة ثم نقوم بالملاحظة المجهرية. يتبين من خلال هذه الملاحظة وجود وجود بكتيريات تستعمل عادة في تحضير الياغورت.
ملاحظة مجهرية لمياه راكدة:
من خلال الملاحظة المجهرية لقطرة من المياه الراكدة يتبين وجود كائنات مجهرية دقيقة مثل البرامسيوم والأميبة.
استنتاج:
الجراثيم كائنات حية دقيقة ( متعضيات مجهرية ) ، وحيدة الخلية، تنتشر في محيطنا الخارجي، يمكنها أن توجد في أوساط مختلفة : في الماء والهواء والتربة.
تنوع الجراثيم:
أنواع الجراثيم:
حيوانات أولية:les protozoaires:
البرامسيوم:paramécie
يتنقل بواسطة الأهداب التي توجد فوق جسمه بأكمله، وهو ذو شكل نعلي، يعيش في المياه الراكدة.
الأميبة:amibe
تعيش في المياه الراكدة، تنتقل بواسطة الارجل الكاذبة، يتغير شكلها، بعض أنواعها تسبب أمراضا للانسان كالاسهال، غشاؤها لين يسمح بتغير الشكل والاستيلاء على الجزيئات الغذائية بواسطة الامتدادات السيتوبلازمية المسماة بالأرجل الكاذبة.
التريبانوسوم:trypanosome
تعيش في دم الانسان وبعض الحيوانات ، وتنتقل بواسطة سوط، ذات شكل مغزلي، يسبب مرض النوم ، ينقل للانسان بواسطة دباب النعاس..
فطريات مجهرية:les champignons microscopiques:
الخمائر والفطر والعفن من أنواع الفطريات، وتعيش في الماء والهواء والتربة وفوق النباتات أيضا ( في جو دافئ ورطب )، وتعتبر بعض أنواع الفطريات ضرورية لصناعة الأغذية مثل الخبز والأجبان والألبان، وبعضها يستعمل كمضاد حيوي قاتل البكتيريا الضارة.
الحمات:les virus:
الحمة في أبسط أشكالها عبارة عن كبسولة تحتوي على المادة الوراثية، والفيروسات أصغر من البكتيريا، لا ترى الا بالمجهر الالكتروني، وتعيش الزاميا داخل الخلايا، وعلى عكس البكتيريا، فالحمات لا تعتمد على نفسها، بل تحتاج دائما الى عائل مناسب لتتكاثر، مما يفسر غياب النواة عندها، وعندما يغزو الفيروس جسما معينا، يدخل الى بعض الخلايا، ويسيطر عليها، ويعطي تعليماته لتلك الخلايا العائلة لانتاج ما يحتاجه الفيروس لاعادة انتاجه، وفي النهاية تدمر هذه الخلايا العائلة، ومن الأمثلة على الأمراض الفيروسية: شلل الأطفال، السيدا، الأنفلونزا...
عندما يسيطر فيروس الانفلونزا مثلا على الخلايا السليمة في الجسم، ينتشر في الجسم ويسبب المرض، وأعراض المرض بالظهور على الجسم كارتفاع الحرارة، ونوبات القشعريرة، والام العضلات والتعب...
البكتيريات:les bactéries:
كائنات حية وحيدة الخلية، ذات أشكال مختلفة منها العصيات les Bacilles والمكورات التي تتجمع مع بعضها وتأخذ أشكالا مختلفة مثل عقد أو سلاسل وتسمى مكورات عقدية streptocoques أوعلى شكل عنقود فتسمى مكورات عنقودية staphylocoques .
الجراثيم الممرضة والجراثيم النافعة:
نعيش في عالم ملئ بالجراثيم، ويوجد جسم الانسان في اتصال مستمر مع الجراثيم، بعضها يساعدنا على الحياة، وبعضها يسبب لنا الأمراض، ولحماية أنفسنا يجب أن نعرف أيها نافع وأيها ممرض ويشكل خطرا على الانسان.
فعلى الرغم من التنوع الهائل للأنواع الجرثومية المحيطة بالانسان، فان معظم هذه الانواع الجرثومية تعيش على المواد العضوية المختلفة في الطبيعة وعلى نحو مستقل عن الانسان مسهمة في كثير من النشاطات البيئية وتدعى الجراثيم الرمامة، كما تعيش أنواع كثيرة من الجراثيم على نحو متعايش على سطح الاغشية المخاطية وعلى سطح الجسم.
الجراثيم الممرضة:
تتميز بقدرتها على احداث المرض عند الانسان والحيوانات والنباتات وتسمى الجراثيم الممرضة، ولا تمثل الأنواع التي يمكن أن تسبب المرض عند الانسان سوى نسبة محدودة من عالم الجراثيم الواسع، وتدعى الجراثيم الممرضة النوعية، ويسمى المرض الذي تسببه هذه الجراثيم : الخمج الجرثومي Infection . وتتصف الجراثيم الممرضة بامكانية التغلب على مناعة الجسم واختراق حواجزه الدفاعية، واحداث أعراض مختلفة الشدة والطبيعة، وتنجم قدرة الجراثيم الممرضة على احداث المرض عن عوامل عدة أهمها قدرة الجراثيم على الالتصاق بالأنسجة وخاصة الاغشية المخاطية والتغلغل فيها واختراقها.
يؤدي تسرب الجراثيم وتكاثرها في الجسم الى خمج جرثومي، ويمكن أن يتسبب هذا الاخير، حسب طبيعة الجرثومة، في الاصابة بأمراض متفاوتة الخطورة يئؤدي البعض منها الى الهلاك في غياب العلاج.
الجراثيم النافعة:
الجراثيم ليست كلها ضارة كما يتوهم البعض، فهناك جراثيم مفيدة جدا، ، وصديقة للجهاز الهضمي وتساعد على الهضم الى جانب انتاجها مواد مضادة للجراثيم الضارة مثل بكتيريا الأسيدوفيليس التي توجد في اللبن، وهناك جراثيم نافعة تقطن الجهاز الهضمي بدءا بالفم وحتى نهاية المعي الغليظ.
ويمكن تصنيف الجراثيم الى نافعة أصلا ( عن غير قصد ) أخرى نافعة يستغلها الانسان لصالحه في ميادين مختلفة، ويبين الجدول التالي بعض هذه الجراثيم والدور الذبي يمكن أن تلعبه
خلاصة:
تتميز الجراثيم بتنوع كبير وبقد مجهري، وتصنف الى: بكتيريات ، فطريات، حمات، وحيوانات أولية، كما يمكن تصنيفها حسب علاقتها بالكائنات الحية الأخرى ( الانسان، الحيوان، النبات ) الى : جراثيم ممرضة Pathogène ، جراثيم نافعة، وجراثيم تعيش على بقايا المادة العضوية الميتة.
تكاثر الجراثيم:
تكاثر البكتيريات:
تتكاثر البكتيريات عن طريق الانقسام ، فبعد كل 20 دقيقة في المتوسط تنقسم البكتيريا الى بكتيريتان، فالبكتيريا اذن تتميز بتكاثرها السريع، مما يبين خطورتها عند اقتحامها لجسم الانسان.
تكاثر الحمات:
تتكاثر الحمة داخل الخلية ( الخلية العائلة ) ، ويتم تحرير الحمات الناتجة عن التكاثر عن طريق التبرعم خارج الخلية المعفنة، وبذلك تتمكن من التطفل على خلايا أخرى. اذا كانت باقي الجراثيم تتكاثر في وسط زرع يحتوي على مواد مقيتة ( الخميرات بواسطة التبرعم، العفن بواسطة التبوغ ...) فان الحمات تعتبر طفيلية الزاميا ( أي بالضرورة ) ولا تتكاثر الا داخل خلايا حية.
{تكاثر الحمات:انظر الرابط}
خلاصة:
تتكاثر الجراثيم بواسطة الانقسام، اذ تنقسم الجرثومة الى جرثومتين متماتلتين حين وصولها الى درجة معينة من النمو. وتختلف سرعة انقسام الجرثومة من نوع جرثومي الى اخر( مابين 20 دقيقة عند الجراثيم المعوية، في حين تمتد الى ساعات أو أيام عند جراثيم أخرى كالعصيات السلية ) ، ولا بد لنمو الجراثيم وتكاثرها من توفر العناصر الغذائية الضرورية وتوفر الظروف المناسبة كدرجة الحرارة والرطوبة ودرجة الحموضة وغيرها، تفضل معظم الجراثيم درجات الحرارة المعتدلة، وتعد درجة 37 الحرارة المثالية للجراثيم الممرضة للانسان والحيوان، في حين تتلف معظم الجراثيم( ما عدا الأبواغ ) بالحرارة المرتفعة فوق 80 درجة خلال دقائق، أما البرودة فانها لا تقضي على الجراثيم انما توقف نموها وتكاثرها، كما يؤثر الجفاف والحموضة والاشعاعات المختلفة سلبا على معظم الأنواع الجرثومية، وتقاوم الأبواغ هذه العوامل كلها.
خاصيات الجراثيم:
عصية الكزاز:
الكزاز Tétanos مرض خطير تسببه بكتيريا تدعى عصية الكزاز Bacille tétanique تتواجد على سطح النباتات وفي التربة وعلى الالات المعدنية الصدئة، تتسرب هذه البكتيريا الى الجسم من جرح ، فتتكاثر في الجزء العميق من هذا الجرح لأنها لا تحتاج للأكسجين ( جراثيم لا هوائية ) ، ولا توجد أبدا في دم المريض، الا أنها تحرر في الدم مادة السمين Toxine الكزازي المسؤول عن أعراض المرض، تؤثر هذه البكتيريا على الجهاز العصبي وتسبب أعراضا تتمثل في تقلصات موجعة لمجموع عضلات الجسم.
تنتج بعض الجراثيم مادة تسمى السمين Toxine تنتشر في الجسم بواسطة الدم وتحدث اضطرابات خطيرة خصوصا على مستوى الخلايا العصبية.
تجربةGriffith :
تجربة:
توجد في الطبيعة بكتيريا تدعى المكورة الثنائية الرئوية Pneumocoque على شكلين مختلفين: شكل يتوفر على عليبة وشكل لا يتوفر على عليبة، وللكشف عن دور العليبة capsule قام GRIFFITH سنة 1929 بالتجربة التالية:
ملاحظة:
لم يمت فأر التجربة الأولى لانه حقن ببكتيريا بدون عليبة، أما فأر التجربة الثانية الذي حقن ببكتيريا تتوفر على عليبة فقد مات.
استنتاج:
تتواجد في الطبيعة بعض البكتيريات على شكلين: شكل يتوفر على عليبة ويكون ممرضا، وشكل لا يتوفر على عليبة وهو غير مرض ، وفي حالة توفر البكتيريا على عليبة فان هذه الأخيرة تمنع الجسم من مقاومة البكتيريا مما يسبب الاصابة بالمرض.
حمة الزكام:
ينتشر مرض الزكامGrippe على شكل أوبئة Epidémie يصعب التحكم فيها، وهو عبارة عن خمج حموي ( ينتج عن حمة الزكام ) ومن أعراضه ارتفاع حرارة الجسم والشعور بالالام في العضلات والمفاصل، وصداع شديد في الرأس، مع أعراض تنفسية والتهايب في الحنجرة والقصبات الهوائية تنتهي بظهور تعفنات رئوية خطيرة.
تتميز حمة الزكام بتغيرها وتطورها السريع من سنة الى أخرى مما يفسر اللقحات السنوية المتجددة كل سنة للوقاية من هذا المرض.
خلاصة:
تتميز الجراثيم الممرضة بقدرتها على احداث المرض وذلك بسبب مجموعة من الخاصيات أهمها:
التكاثر السريع
افراز السمين
قدرة بعض البكتيريات على الانفلات من اليات دفاع الجسم نتيجة احتوائها على العليبة.
قدرة بعض الحمات على التغير والتطور السريع.
تنوع أوساط عيش الجراثيم:
الجراثيم أنواع كثيرة تنتشر في كل مكان في الطبيعة، فقد توجد في التراب وفي الماء وعلى النباتات ، كما يمكن أن تشاهد على سطوح أجساد الحيوانات والانسان، وفي بعض أجزاء الجسم المفتوحة على الوسط الخارجي كالفم والجهاز الهضمي والتناسلي. وتدعى الجراثيم المستقرة في هذه الأمكنة بالجراثيم المطاعمة وهي تستفيد من الجسم وتفيده
تمتاز الجراثيم بقدرتها على البقاء في ظروف شديدة التباين، وحتى في تلك الظروف التي لا تلاءم الكثير من الكائنات الحية الأخرى. وتقوم الكثير من الأنواع الجرثومية بدور هام في توازن البيئة المحيطة بالانسان، وتحصل الجراثيم على الطاقة اللازمة لها من التفاعلات الكيميائية التي تقوم بها على المركبات العضوية والغير العضوية في الوسط الذي تعيش فيه