الوصية الخامسة : الوصية بالإمتنان لذهاب النساء والصبيان
من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم للعروسين فى ليلة الزفاف: الأمتنان لذهاب
النساء والصبيان إلى العرس. يروى أنس بن مالك – رضى الله عنه – فيقول: أبصر
النبى صلى الله عليه وسلم نساءً وصبياناً مقبلين من عرس, فقام ممتنا, فقال: (اللهم أنتم من أحب الناس إلى ) 1.
( فقام ممتناً) : أى قام قياما قويا, مأخوذ من المنة بضم الميم, وهى القوة, أى قام
إليهم مسرعاً مشتداً فى ذلك فرحاً بهم.
وقال أبو مروان بن السراج: ورجحه القرطبى أنه من الإمتنان, لأن من قام النبى
صلى الله عليه وسلم وأكرمه بذلك فقد امتن عليه بشىء لا أعظم منه.
قال: ويؤيده قوله بعد ذلك : ( أنتم أحب الناس إلى )وقال العلامة القابس : قوله : ( ممتنًا )يعني متفضلا عليهم بذلك، فكأنه قال :
يمتن عليهم بمحبته. وجاء في روايةٍ أخرى: (متينًا) أي: قام قيامًا مستويًا منتصبًا
طويلا.
( اللهم ) يقع هذا اللفظ للتبرك أو للاستشهاد بالله في صدقه. فيا أيها الزوج قم
ممتنًا لمن جاءك من الرجال والصبيان. ويا أيتها الزوجة أسرعي ممتنة لمن جاءتك
من النساء والبنات.