المناخ شبه القطبي والقطبي البارد
ينقسم هذا المناخ الى ثلاثة اقسام
1-قسم اول وهو الاقليم شبه القطبي :
وهو يمتد بالطبع الى الشمال من الدائرة القطبية الشمالية 66.5 درجة شمالا وجنوبا بنصفي الكرة ويلاحظ على هذا الاقليم تأثره بالغربيات الممطرة - لكنه في معظم فترات السنة يقع في نفوذ القطبيات الباردة والجافة - عند اطرافه الجنوبية التي تطابق مع الجبهة القطبية Subolar Front ، ويمتاز هذا الحد بتدرج قلة امطاره بالاتجاه شمالا او جنوبا صوب قطبي الكرة الارضية ومن هنا كان التساقط في هيئة امطار ترتبط بالصيف القصير ، وتقدر باقل من 4 بوصات (10 سنتمتر) للعام ، لدى تنمو نباتات التندرا . وتمثله لنا كنمودج مدينة فرخويانسك بروسيا .
2-أما القسم الثاني فهو الاقليم القطبي (ذو الصحاري الباردة)
يلي هذا الاقليم شمالا اقليم الصحراء الباردة (او الجليدية) ، وهي شديدة البرودة طوال العام ، وتتجاوز الحرارة فيه هبوطها الى ما دون الصفر بكثير معظم ايام السنة ، لدى تغلف ارضها بالجليد ، عدا فصل الصيف القصير هنا (شهر او اثنين) .
3-اما القسم الثالث فهو الاقليم ذو الجليد الدائم
وهو يختلف عما سبقه في برودته طول العام وثبات حرارته بشكل دائم تحت الصفر مع تغطية الجليد المستمر له ، ومثاله ما يوجد في جرينلاند وانتاركتيكا . باقطاب الكرة الشمالية والجنوبية .
ونماذج هذا الاقليم تتمثل في فرخويانسك بشمال اسيا حيث تمتاز ببرودتها الشديدة طوال السنة ، بحيث تنخفض الحرارة دون الصفر لمدة ثمانية اشهر ، ولا تزيد درجاتها عن 15 درجة مئوية في اشد شهور السنة حرارة ، والفارق الفصلي عظيم بها اذ يبلغ 65 درجة مئوية .
ومن هنا نجد مبررا واضحا لثلاثية التقسيم النباتي الذي يتطابق مع هذا المناخ فوجدنا انه ينقسم الى التايجا (اي غابات شمال اوربا) من النوع الصنوبري حيث يستقبل الامطار والحرارة المنخفضة التي تزيد فاعليتها امامه . يليه شمالا نطاق مناخ التندرا وهي نباتات شوكية تتلو الغابات من الشمال ، يعلوها معا اقليم المناخ القطبي وهو جليدي كما ذكرنا . الامر الذي انعكس على حدود الحياة النباتية بين مختلف القارات فحدود الاشجار لا تتخذ بعدا متساويا داخل القارات عن القطب الشمالي :
بحيث نجدها شبيهة بالدائرة المستوية عنه ، لكن الواقع يبرزها في هيئة حدود منحنية طبقا لخطوط الحرارة المتساوية ، لذى تقترب من القطب الشمالي في اوربا ، حيث نجد ان اشجار الصنوبر تقترب من دائرتي عرض 70°-71° شمالا ، بينما في آسيا حيث سيبيريا ترتبط بخط عرض 68° شمالا ، بينما في لبرادور لا تنمو خلف خط عرض 58° درجة شمالا . الامر الذي يؤكد فاعلية الحرارة كعامل مناخي اول يتحدد على اساسه نمو الاشجار . التي تترك مكانا للطحالب القطبية والصحاري الجليدية بعدها .