بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في حق أصحاب الكهف : (
فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ) .. قال أهل التفسير :
قال البغوي :
{ فضربنا على آذانهم } أي: أنمناهم وألقينا عليهم النوم. وقيل: معناه منعنا نفوذ الأصوات إلى مسامعهم فإن النائم إذا سمع الصوت ينتبه .
وقال أبي السعود في تفسيره :
{ فضربنا على ءاذانهم } أي أنمناهم على طريقة التمثيل المبني على تشبيه الإنامة الثقيلة المانعة عن وصول الأصوات إلى الآذان بضرب الحجاب عليها ، وتخصيص الآذان بالذكر مع اشتراك سائر المشاعر لها في الحجب عن الشعور عند النوم لما أنها المحتاج إلى الحجب عادة ، إذ هي الطريقة للتيقظ غالبا لا سيما عند انفراد النائم واعتزاله عن الخلق ..
..................
وجاء العلم الحديث ليقول : أن جميع الحواس في الإنسان تنام إلا حاسة السمع .. فهي الحاسة الوحيدة التي لا تنام في جسم الإنسان ...
ومما يدل على ذلك : أن الإنسان النائم يستيقظ برفع الصوت عنده ... أو خفضه وانقطاعه إذا نام وعنده صوت مرتفع .. فترى عامل الصيانة الكهربائية مثلاً أو صاحب المكائن .. يشغل الماطور أو المكينة وينام فإذا توقفت لأي سبب استيقظ فوراً .. والعكس صحيح في غيره ..
لكن إن وضعت عطراً في الغرفة وفيها نائم .... أو أمررت يدك مثلاً عند عيني النائم ... فإنه لا يستيقظ لأن تلك الحواس نائمة ومعطلة عن العمل ...
وحاسة السمع هي الحاسة التي لا يستطيع الإنسان التحكم بها ... فبإمكانه أن يغمض عينيه فلا يرى .. ويكتم نفسه فلا يشم .. ...
مما سبق نستنتج أن : ذكر الله لضربه على آذان أصحاب الكهف لم يكن عبثاً ... فبذلك صار اليوم والنهار عندهم مثل الليل وتعطلت حاسة الإستيقاظ السريع في الغالب ... فلم يدركوا ما حولهم .. أما العين فلم يذكرها لأن من ضروريات النوم غالباً الضرب عليها وعدم رؤيتها فهو مفهوم من نومهم ... بعكس السمع ...
سبحان الله ... والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر
والله أعلم