بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ( ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض .... ) سورة الروم ...
في هذه الآيات قد يجد القارئ أنها عبارة عن إخبار بمعركة حدثت بين الروم وآخرين - الفرس - وكان نتيجتها أن انهزم الروم .. ثم في الآيات التي تليها .. يخبر أنهم بعد هذا سيَغلبون وينتصرون ... وهذا إعجاز في الإخبار عن شيء سيحصل ...
والمتأمل في التفاسير يرى أن أكثرها يفسر ( أدنى الأرض ) بأنها أقرب الأرض - من أرض فارس أو من أرض الجزيرة - إلى غير ذلك .. اي أن الموقع الذي فيه الهزيمة كان أقرب إليهم ....
ولكن كلمة ( أدنى ) تحتمل - بشكل كبير جداً - معنى ( أخفض ) .. فنقول : أدنى من الجبل : اي أخفض منه أو دونه في الإرتفاع ....
ومضت السنون , وتطورت المعلومات والإكتشافات , وظهر من يحدد على منطقة في الأرض وأخفض بقعة فيها ...
حدد العلم الحديث منطقة : الأهواز .. عند البحر الميت ( وهو المكان الذي حدثت فيه الهزيمة ) بأنه أخفض منطقة في الأرض ...
هنا تتجلى عظمة الخالق , وإعجاز كلامه ... فلعل تعبيره بأدنى : ليشمل ذلك : أخفض .. وإلا كان من الممكن أن يقول : في أقرب الأرض ... الخ
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ...