الاطفال يتعرضون لضغوط اعلانية شديدة لشراء اطعمة غير صحية
|
يبحث وزراء الصحة في الاتحاد الاوروبي وثيقة اعدتها منظمة الصحة العالمية تهدف للحد من السمنة، وتنص على ضرورة حماية الاطفال مما وصفته "باستغلال شركات الاغذية".
ومن المنتظر ان يتم الاعلان عن تبني منظمة الصحة العالمية لهذه الوثيقة في مؤتمر تعقده في تركيا في 15 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويدعو مشروع الوثيقة الى تخفيف الضغوط الاعلانية لشراء الاغذية غير الصحية.
ويدعو الناشطون الى تناول الاغذية الصحية الى فرض حظر كامل على الاعلانات عن الاطعمة غير الصحية قبل الساعة 9 مساء، وهو الموعد الذي يتم بعده تخفيف القيود على البرامج التلفزيونية عموما باعتبار ان كثيرا من الاطفال يخلدون للنوم عنده.
ويقول مشروع الوثيقة انه يجب توجيه اهمية خاصة للمجموعات الهشة في المجتمع، مثل الاطفال والمراهقين، التي يجب الا يتم استغلالها من قبل الانشطة التجارية.
ويدعو الاعلان الى الحد من الاعلانات التجارية للاطعمة غير الصحية، خاصة التي تستهدف الاطفال.
وتختلف الدول الاوروبية في مواقفها من هذه الاعلانات. فهناك دول اوروبية تفرض حظرا قانونيا على هذه الاعلانات مثل النرويج والسويد، وهناك دول تضع سياسات عامة يحب اتباعها في هذا المجال مثل فنلندا وايرلندا، وهناك دول تعتمد على الرقابة الذاتية للمؤسسات الاعلامية مثل هولندا واسبانيا والبرتغال.
واتبعت فرنسا سياسة اخرى، اذ تشترط على كل الاعلانات عن الاطعمة المجهزة او المنتجات التي تحتوي على دهون او محليات اضافية ان تحتوي على تحذير صحي من مخاطر مثل هذه الاطعمة، والا على المعلنين تخصيص تمويل للناشطين في مجال الاغذية الصحية.
ويقول فرانسيسكو برانكا الخبير في منظمة الصحة العالمية ان مشكلة استهداف الاطفال باعلانات عن الاطعمة غير الصحية يجب مواجهتها.
ويضيف انه على الرغم من ان المؤسسات الاعلانية تفضل الرقابة الذاتية الا ان المؤشرات الاولية توضح ان مثل هذه الرقابة غير كافية.
مشكلة خاصة في بريطانيا وتعاني بريطانيا من اعلى معدل لسمنة الاطفال في اوروبا.
وينتظر ان يصل عدد الاطفال الذين يعانون من السمنة المرضية في بريطانيا الى مليون طفل بحلول عام 2010.
ويقول البروفسور فيل جيمس رئيس الاتحاد الدولي لدراسات السمنة انه يجب مواجهة هذه المشكلة.
ويضيف جيمس انه اصبح من المعروف ان شركات الاعلان تعتمد على علماء نفس متخصصين في دراسات سلوك الاطفال للتأثير عليهم لشراء المنتجات التي يتم الاعلان عنها، حتى لو رأى الآباء انها غير مفيدة مثل الاطعمة غير الصحية.
ويضيف: من الناحية التجارية هذه الشركات ناجحة جدا، وهذا يمثل تحديا كبيرا للآباء.
ويطالب البروفسور جيمس بفرض حظر كامل على كل المشروبات الغازية، وتخفيض كمية السكريات بها.
وتضيف كاثي مولتون من جمعية السكر في بريطانيا انه لابد من مواجهة مشكلة سمنة الاطفال قبل ان تواجه بريطانيا احتمال قيام احتجاجات من عشرات الآلاف من الاطفال الذين يعانون من مرض السكر.
واضافت ان انتشار مرض السكر بين الاطفال قد يؤدي الى انخفاض متوسط الاعمار لجيل قادم، بالاضافة الى مضاعفات صحية اخرى.
واوضحت ان منع اعلانات الاغذية السريعة للاطفال يجب ان يحظى باهتمام خاص، وانه يجب الا نخاطر بصحة الاطفال من اجل ارباح الاعلانات.