السيرك........./*/*/*/*

أماكن إقامة عروض السيرك
السيرك الحياة في السيرك
السيرك السيرك في جولة
السيرك مسكن الشتاء
السيرك مشاهير لاعبي السيرك
السيرك نبذة تاريخية

السِّيرك عرض منوعات يبرز الحركات الجريئة والرشيقة التي يقدمها فنانو الأرجوحة والبهلوانيون وراكبو الخيل ومدربو الحيوانات وغيرهم. وتؤدي الحيوانات المدرّبة دورًا مهمًا في السيرك. ويجلب المهرِّجون في ملابسهم المضحكة الفكاهة للعرض، بينما تضيف فرقة السيرك الموسيقية والعازفون ـ في زيهم الناصع ـ الحيوية والإثارة إلى العرض.

وتأتي كلمة السيرك من كلمة ذات أصل لاتيني تدل على شكل مستدير أو بيضي. ومنذ آلاف السنين كانت العروض الشبيهة بحفلات السيرك تقام على هياكل دائرية، أما اليوم فتُقام حفلات السيرك في الخيام والحلَبات.
أماكن إقامة عروض السيرك







جرت العادة على أن تقام عروض السيرك في خيام واسعة من قماش القنَّب، وتقام المشاهد الرئيسية منها في ما يدعى بالخيمة الكبرى. وتقيم بعض فرق السيرك الكبرى مثل: سيرك الإخوة رِنْجِلنْج أو سيرك بَارنْمَ وبْيلِي في الولايات المتحدة الأمريكية، عروضها اليوم في حلبات مغطاة ضخمة، ويؤدي سيرك الدولة بموسكو في الاتحاد السوفييتي (السابق) عروضه دائما في الخيام والأماكن المغطاة.

قد يتضمن أداء السيرك عرضًا موكبيًا يُسمَّى المشهد، فبينما تعزف الفرقة الموسيقية الأنغام المرحة، تدور الحيوانات والمشاركون في العرض حول الساحة. ويضع المدربون على الأفيال حللاً زاهية من المخمل وقماش الساتان؛ كما ترقص الخيول بمعاطفها اللماعة زهوًا وطربًا. ويشارك في العرض أحيانًا عدد كبير من الراقصين في حللهم الزاهية.

وبينما يمر لاعبو السيرك في العرض، يقوم المهرِّجون بإضحاك المتفرجين بحيلهم وحركاتِهم المسلِّية. فقد يتكدس ما يزيد على الاثني عشر مهرِّجًا في عربة صغيرة، بينما يشعل الآخرون النار في لعبة على شكل منزل، ثم يطفئونها بصب الماء عليها من عربة مصغرة لإطفاء الحريق.

وتقام معظم مشاهد السيرك في مساحات مستديرة تسمى حلقات. وفي أحد المشاهد، ترقص الأفيال واقفة على أرجلها الخلفية، وتقوم حيوانات الفقمة المدرَّبة بتثبيت كرات كبيرة من المطاط على أنوفها، وتجري الخيول المدرَّبة أو تعدو في وقار في دائرة، بينما يقفز راكبوها من جواد إلى آخر. وتقوم مجموعة أخرى من راكبي الخيل بالوقوف بعضهم على أكتاف بعض على ظهور الخيل وهي تجري جنبًا إلى جنب حول الحلقة. ويدخل أحد مدربي الأسُود القفص ويضرب سوطه في الهواء، وتستجيب له الأسود الكبيرة قفزًا على المنصات عند سماعها الأمر بذلك.

يتعلق بعض اللاعبين بأسنانهم في حبل ويدورون حول أنفسهم، ويقوم آخرون يدعون الطيارين بالقفز في الهواء من أرجوحة إلى أخرى، وهم يؤدّون حركاتهم في الهواء قبل أن يمسك بهم رفاقهم. وتظهر عروض أخرى للاعبين يركبون الدراجات أو يقومون بحركات بهلوانية على سلك عال في الهواء.

تقوم فرقة السيرك الموسيقية بالعزف طوال العرض، وهي تساعد في المحافظة على أداء الحركات في الوقت المناسب، فقد تسرع الفرقة أو تبطئ في ألحانها أو قد تغير النغمة إيذانًا منها للاعبين بإنهاء الأجزاء المختلفة من مشاهدهم؛ فالموسيقى تحافظ على الشعور بالحماس والفخر خلال العرض العريق عراقة السيرك نفسه.

ويزور عدد من الناس معرض الوحوش لمشاهدة الحيوانات عن كثب، فيرون الأسُود وحيوانات الببر المتوحشة تمشي في أقفاصها ذهابا وإيابًا، وتمد الأفيال خراطيمها لتأخذ الفول السوداني، وتقفز النسانيس وتتسلق حول أقفاصها وهي تثرثر حول الجماهير.
الحياة في السيرك


السيرك في جولة. تسافر معظم فرق السيرك على الطرق البرية مقدمة عروضًا لعدة أيام في أماكن مختلفة. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت فرق السيرك الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية تسافر بالقطارات. وتم تصميم عربات وأساليب شحن خاصة لحمل ونقل الحيوانات والخيام والمعدات الأخرى إضافة إلى اللاعبين.

ولقد استعمل سيرك وِيْرث بأستراليا وسيرك بِيرْترام ميْلز بالمملكة المتحدة القطارات في أوائل القرن العشرين الميلادي. ولكن مازالت معظم فرق السيرك خارج أمريكا تسافر على الطريق البري؛ وفي هذه الحالة يسكن معظم اللاعبين والعمال في بيوت متنقلة على عجلات، ويقوم معظم اللاعبين بإعداد وجبات طعامهم بينما يوفر السيرك الوجبات للعمال. وقد يكون للسيرك حدَّاد، وحلاَّق ومكتب بريد وطبيب ووحدة إسعافات أولية.

وقبل قدوم السيرك للمدينة، يقوم رجال الإعلام بوضع ملصقات زاهية الألوان معلنة عن العرض. وبمجرد وصول السيرك، يبدأ العمال بتفريغ حمولة المعدات ونصبها. وفي حالة استعمال السيرك للخيام، هناك بعض الآليات التي تساعد في تفريغ أجزاء كبيرة من قماش الخيام، وتضرب أوتاد الخيام في الأرض. ولا غنى للسيرك عن العُمَّال حتى لو أقيم السيرك داخل أحد المباني بدلاً من الخيام. فبعد نهاية العرض الأخير في اليوم الختامي، يقوم العمال بجمع كل شيء استعدادًا لترحيله إلى المكان الذي يليه.

ويتعاون الناس في السيرك كأفراد الأسرة الواحدة، وأحيانًا يؤدي نجوم العرض أدوارًا في بعض المشاهد بالإضافة إلى أدوارهم، أو يساعدون في أعمال السيرك اليومية. فعلى سبيل المثال، قد يشارك فنان الأرجوحة بركوب فيل في أحد مشاهد الأفيال، أو قد يقضي أحد المهرِّجين جزءًا من وقته كل يوم لتمشيط خيول السيرك. ويقوم نجوم السيرك غالبًا بتعليم أبنائهم عروضهم حتى يشبُّوا على عروض العائلة التقليدية. وأحيانًا قد يصبح الأعمام أو العمات والأخوال أو الخالات وأبناء العمومة وغيرهم من الأقارب أعضاء في عرض عائلي.


مسكن الشتاء. تسافر معظم فرق السيرك في شهور الصيف فقط بينما تقضي الشتاء في مبان مستديمة ثابتة؛ إلا أن حياة العاملين في السيرك الممتلئة بالنشاط تستمر كثيرًا خلال هذه الفتره من العام. إذ سرعان ما يزداد نشاطهم استعدادًا للموسم القادم. فمدربو الحيوانات يبدأون تدريب حيوانات جديدة. والطيارون والبهلوانيون وغيرهم من نجوم السيرك يمارسون تدريباتهم اليومية، والمهرجون يخططون لأعمال مثيرة جديدة. ويصمم بعض عمال السيرك الأزياء ويشترون الأجهزة الجديدة ويصلحون ما هو في حاجة للإصلاح ويقومون برعاية الحيوانات.

وتشبه مساكن السيرك الشتوية المدينة الصغيرة، فلها شوارع ودكاكين ومستودعات واسعة وحظائر للحيوانات وحلقة ليتدرب عليها نجوم السيرك. ويسكن كثير من العاملين بالسيرك متجاورين في بيوت أو عربات متنقلة.


مشاهير لاعبي السيرك

لقد اكتسب عـدد كبير من نجوم السيرك شهرة عالمية، فهذا بُدِلس هانِيفُوردْ وأسرته قد جمعوا بين شهرة إتقان دور المهرجين ومهارة الركوب على ظهور الخيل. وهذه أنطوانيت كُونْسِيلّو أصبحت أول امرأة تـؤدي حركة القفزة الثلاثيـة، وهي أصعب حركـة مثيـرة تـقـام على الأرجوحة. وقد اشتهر كلايد بيتي ومابِل ستاركْ بعروضهما مع الحيوانات البرية، واشتهر كذلك جِنْتَر جِبِل وِلْيَمْز بوصفه مدربَّ حيوانات. أما مشاهير مهرجي السيرك فمنهم فيلكس أدْلرْ وأوتُّو جريبْلِنْج ولُو جَاكوبُزْ وإِمي كِلي.

أما فرانز فيرسْنر، المشهور بأونَوس، فلقد تمكن من الوقوف على قمة عمود على أصبع واحدة وأصبحت ابنته فيكي مشهورة بعمل حركات لولبية أثناء تعلقها في حبل مرتفع في الهواء. وتؤدي كريس هُولْت أحد مشاهد اللعب بالكرات باليدين وجسمها يتدلى وهي معلقة من شعرها في أعلى الخيمة. أما كون كولِّينو فقد كان أحد الأستراليين الذين يمشون على الحبل وقد اشتهر في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بالرقص الأسباني على الحبل العالي.

واشتهر اللاعبون الإنجليز بمهارتهم في ركوب الخيل عارية الظهر، حيث أدخل أندرو دكْرُو هذا الفن حين قام بتدريب الخيول ـ فى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي ـ لِتَمُر من بين رجليه، بينما يظل هو واقفًا على فرسين آخرين وهما يجريان بخفة.

وتكون بعض حركات السيرك محفوفة بالمخاطر ويجازف الممثلون فيها بحياتهم عند كل عرض. ولقد اكتسبت ليْليَانّ لِيتْزلْ شهرة عالمية بفضل مهاراتها في الحركات الهوائية التي تأخذ الأنفاس. حيث كانت تتعلق بإحدي يديها على الحبل الهوائي وتتأرجح بجسمها في دوران مستمر. وقد لقيت حتفها في عام 1931م إذ هوت صريعة على الأرض عندما انكسر جزء من معدَّاتها. ولقد طور آل وِلِنداَس ـ أسرة من مشاهير السيرك ـ أروع وأبدع الحركات على الحبل العالي في التاريخ، إذ كان يقف سبعة منهم على كتفي بعضهم بعضًا ويمشون على الحبل. ولقد مات منهم أربعة وشُلَّ واحد عند سقوطهم من أعلى الحبل خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين الميلادي.
نبذة تاريخية

يرجع تاريخ العروض والمشاهد الشبيهة بنماذج السيرك إلى آلاف السنين. فلقد صورت ألعاب روما القديمة سباق العربات التي تجرها الخيول وسباق الرجال الذين يقفون على حصانين عاريي الظهر يتسابقون حول مضمار. وفي القرون الوسطى، كان عدد من اللاعبين والمهرجين يُدْعَوْن المضحكين يقومون بتسلية الناس في الشوارع العامة وفي القاعات الملكية الأوروبية.

ولقد نشأ السيرك الحديث في إنجلترا. ففي عام 1768م، أقام فيليب آستْلِي حفلاً تضمن عروضًا بارعة في ركوب الخيل عارية الظهور، وفي الموسيقى المرحة؛ ولقد أضاف آستلي في وقت لاحق أدوارًا أخرى مثل الألعاب البهلوانية ودور المهرِّج وفرقة موسيقية لعروضه. وكان يقيم عروضه في هيكل مستدير اشتهر لدى عامة الناس باسم سيرك آستلي.

أما في أمريكا، فلقد افتتح جون بِل ريِكْتس أول سيرك على نمط سيرك آستلي في فِيلادلْفيا عام 1793م. واقتصر هذا السيرك على المشي على الحبل ومهرِّج وبعض مشاهد ركوب الخيل. وضمت معظم فرق السيرك الباكرة مشاهد شبيهة بسيرك ريكتسْ.

وخـلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين، طافت المعارض المتجولة للحيوانات الغربية أجزاء من الشمال الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية. وتجمع الناس من كل صوب لمشاهدة عروض الحيوانات الغريبة عليهم. وظهرت المعارض المتجولة للحيوانات مؤخرًا في كل من أوروبا وأستراليا. وكانت هذه المعارض تنتقل في عربات تجرها الخيول وتعرض غالبًا في حظيرة أو سياج من قماش القنَّب.

ولقد تبنت فرق السيرك كثيرًا من سمات هذه العروض. فبحلول عام 1835م، تضمنت العديد من مشاهد فرق السيرك عروض الحيوانات البرية. وبحلول عام 1850م، كانت فرق السيرك قد تضمنت كثيرًا من العناصر التي تميزها اليوم؛ منها الفرق الموسيقية النحاسية والأزياء الناصعة إضافة إلى ملصقات السيرك ذات الألوان الزاهية.

وحتى عدة سنوات مضت ،كانت فرق السيرك تستعرض خلال شوارع المدينة قبيل العرض؛ فتشارك عربات السيرك المميزة ذات الطلاء الناصع، والخيول ذات السروج والأفيال في إخراج منظر بهيج الألوان نابض بالحيوية. ونشأت عربات السيرك التقليدية في إنجلترا في الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلادي. وكانت فرقة السيرك تعزف الموسيقى الراقصة. إلا أن هذه الاستعراضات لم تتمكن من الاستمرار في معظم الأماكن نتيجة لزيادة الازدحام في شوارع المدينة بوسائل النقل المتعددة.

وكان كثير من فرق السيرك يقوم بعرض جانبي في وقت من الأوقات، وهو عرض صغير منفصل بالقرب من خيمة السيرك الكبرى. ويتضمن العرض الجانبي مشاهد مثل: ساحر الثعبان ومبتلع السيف وملتهم النار والرجل ذي الوشم. ولقد كان أيضًا ضمن العروض نماذج بشرية غريبة مثل: الأقزام، أو العمالقة أو سيدة ملتحية أو سيدة سمينة. ويخبر رجال السيرك الذين يُدْعَون المتحدثين الجماهير بالغرائب التي يمكن مشاهدتها في العرض الجانبي. وكانت العروض الجانبية شائعة في فرق سيرك الخيام.

لقـد بدأ العصر الذهبي للسيرك حوالي عام 1870م، إذ كـان كل سيـرك يتباهى ويفخر بأنه الأكبر أو الأحسن ويحاول أن يفوق الآخرين بالعروض الجديدة.

وكان سيرك بارنُم أحد أكبر فرق السيرك الكبرى في أمريكا، وقد بدأه ب. ت. بارنُم وشريكان آخران عام 1871م. وفي عام 1881 م ضم بارنُم سيركه إلى سيرك جيْمس أ. بِيْلي. وفي عام 1888م عمل تحت اسم عرض بارنُم وبِيْلي أعظم عرض على وجه الأرض. وفي عام 1882م بدأ الإِخوة رِنجْلِنج الخمسة عرض منوعات في وسْكُنْسِن بالولايات المتحدة الأمريكية، وانضموا إلى يانكي روبنسُن ليبدأوا أول سيرك لهم عام 1884م. ولقد اشترى آل رنجلنج عرض بارنُم وبيلي عام 1907م. وفي عام 1919م، تم دمج السيركين ليكوِّنا عروض الإخوة رنجلنج وبارنُم وبيلي المتحدة. أما في العالم العربي فقد ظهر سيرك عائلة عاكف في عام 1912م ومن بعده سيرك عائلة الحلو في مصر.

وكان أول سيرك حقيقي في أستراليا هو سيرك راد فُورْد الملكي الذي أسس عام 1847م. ولقد أكسب تدفق الناس على أستراليا في الخمسينيات من القرن العشرين طلبًا للذهب فرق السيرك جماهير جاهزة، كما اجتذب إليه الفرق المتجولة من المغنين والممثلين الأمريكيين. وبحلول الثمانينيات من القرن التاسع عشر، أصبح لأستراليا أُسَر السيرك الخاصة بها، مثل آل آشْتُن، وآل بيِّري، وآل فيِتْز جيرالد، وآل ويرث، ومؤخرا آل بُولِيْن.

وفي أواخر القـرن العشرين الميــلادي، حولت كثير من فرق السيرك تركيزها من الحيونات المدرَّبة إلى الأعمال البشرية البارعة التي تتميز بالمهارة والجرأة. ويُعزى ذلك جزئيًا لصعوبة الحصول على الحيوانات المناسبة وارتفاع تكلفتها وتكلفـة رعـايتها والمحافظـة عليها في الظروف الملائمة لها، ولكنه يُعزى أيضًا إلى أن كثيرًا من مناظر الحيوانات البرية في محيطها الطبيعي أصبحت مألوفة لدى الناس بفضل مشاهدة التلفاز. كما أنه ُُينْظر إلى تلك الحيوانات كوحوش مفترسة يجب إخضاعها وقهرها.

وظلت مدارس السيرك موجودة منذ أمد بعيد لتدريب اللاعبين وتهيئتهم لفرق سيرك الدولة في كل من الاتحاد السوفييتي (سابقًا) والصين ومصر. وتم الآن إنشاء مدارس السيرك في كثير من دول الغرب حيث يدرس الطلاب ألعاب خفة اليد والتهريج والبهلوانيات إضافة إلى مهارات السيرك الأخرى.