يعاني الأطفال مما يسمى "use it or lose it " (استعمله أو افقده) بمعنى أن الأطفال في هذه مرحلة يلزمهم استعمال ما اكتسبوا من قدرات حتى تترسخ وإلا فإنهم يفقدونها. ويمكن أيضا إحالة الضمير على العقل، بحيث إنهم إن لم يستعملوه لمدة فإنه يفقد قدراته. وبما أن عطلة الصيف ليست بالقصيرة، فإنها تؤثر على النشاط العقلي للطفل إذا ما هجر كل ما يربطه بالتعلم طيلة هذه المدة.
وبالتالي فإنه ينصح بحث الابناء على القراءة في فصل الصيف، لكن بطرق مخالفة عن تلك التي تكون أثناء الدراسة، بحيث تكون للمتعة. لذا، ولكي ننجح في استدراجهم يجب أولا أن نحسسهم بأن هذه العملية متحررة من مراقبة المدرس والأسرة، بل وحتى من الوثيرة التي يقضون بها عامهم الدراسي. ولهذا السبب، لا يجب تحديد موضوعات القراءة بل تبقى حرة للطفل أن يختار منها ما يشاء (وهنا أستحضر نصيحة أحد طبيبات الأطفال، عندما استشارتها أختي المنزعجة من طفلها قليل الاكل، قالت: لا تسأليه هل تريد أن تأكل أم لا؟ بل اسأليه أتريد حليبا بيضا أم جبنا (على سبيل المثال) فينحصر جواب الطفل آليا وينسى فكرة الرفض أصلا، ويمكن استعمال هذه الطريقة في دفعهم لاختيار ما يرغبون في قراءته).
ومن بين الطرق أيضا لتغيير نظرة الطفل للقراءة، أن نعكس النظام الذي قضى به السنة بطولها. ما المقصود بذلك؟
لقد تعود الطفل أن تكون أوقات الدراسة هي الأساس، وأوقات اللعب أوقات استراحة. في فصل الصيف نعكس هذه العملية بحيث تصبح أوقات القراءة وقتا مستقطعا يرتاح فيه الطفل من مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية ...
الآن وقد اختار الطفل ما يهوى قراءته، علينا تحبيب ذلك إليه أكثر، وذلك أولا بأن يقرأ كتبا أقل بقليل من مستواه القرائي، لأنه في هذه الحالة لن يواجه عراقيل في الفهم قد تنفره وكذلك يرسخ مكتسباته السابقة لاشعوريا. أما إذا كان بالأسرة طفلان فيمكن دفع أكبرهما ليقرأ للأصغر. هذه العملية ستقوي مهارات الأكبر في القراءة بصوت عال وكذا الثقة في النفس، وتدفع الأصغر إلى المحاكاة وبالتالي التدرب على القراءة (بالنسبة لأسرنا المغربية التي يفوق الأطفال فيها الإثنين، يمكن أن يجلس الأكبر وأخواه أو إخوته حوله ويقوم بالعملية) وهي بالمناسبة فرصة تسمح للأبوين والأم خاصة بالقيام بالأعمال المنزلية بارتياح ^_^
الأن، سأدرج أهم نقطة في الموضوع، و التي كثيرا ما نغفل عنها، وهي أن الطفل يحتاج لرؤية والديه وهما يقرءان. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنها أن تؤكد له أن القراءة مفيدة في كل الأوقات والأعمار، وكلما انضبط الوالدان في أوقات القراءة تأثر بهما الطفل، ويمكن أحيانا مشاركته فيما يقرأ، لا بأس في استعمال أصوات مضحكة في القراءة، لكن الحفاظ على طريقة نطق الكلمات الاساسية، وبهذا تصبح فترة القراءة تلك فترة استمتاع.