عظمة القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار."1
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "من أعطاه الله القرآن فرأى أن رجلاً أعطي أفضل مما أعطي فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً."2
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه."3
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يعذب الله قلباً وعى القرآن."4
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "من كان القرآن حديثه والمسجد بيته بنى الله له بيتا في الجنة."5
وجاء أبوذر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: "يا رسول الله إني أخاف أن أتعلم القرآن ولا أعمل به،" فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يعذب الله قلباً أسكنه القرآن."6
وذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الفتنة يوماً فقلنا: "يا رسول الله كيف الخلاص منها؟" فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "بكتاب الله، فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ من كان بعدكم، وحكم ما كان بينكم، وهو الفصل وليس بالهزل، ما تركه جبار إلاّ قصم الله ظهره، ومن طلب الهداية بغير القرآن ضل، وهو الحبل المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، وهو الذي لا تلبس على الألسن، ولا يخلق من كثرة القراءة، ولا تشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه."7
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "هبط عليّ جبرائيل فقال: يا محمد إن لكل شيء سيداً، وسيد الكلام العربية، وسيد العربية القرآن."8
وعن معاذ بن جبل قال: "كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سفر فقلت: يا رسول الله حدثنا بما لنا فيه نفع، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظل يوم الحرور والهدى يوم الضلالة فادرسوا القرآن، فانه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان."9
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "القرآن أفضل كل شيء دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده."10
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا ينبغي لحامل القرآن أن يظن إن أحداً أعطى افضل مما أعطي، لأنه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن أفضل مما ملكه."11
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) أيام وفاته - فيما أوصى به إلى أصحابه: "كتاب الله وأهل بيتي، فان الكتاب هو القرآن، وفيه الحجة والنور والبرهان، كلام الله غض جديد، طري شاهد، وحكم عادل، قائد بحلاله وحرامه وأحكامه، بصير به، قاض به، مضموم فيه، يقوم غداً، فيحاج به أقواماً، فتزل أقدامهم عن الصراط."12
وعن أبي ذر في حديث قال: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: النظر إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في الصحيفة يعني صحيفة القرآن عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة."13
ويقول الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في صفة القرآن: "ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده، وبحراً لا يدرك قعره، ومنهاجاً لا يضل نهجه، وشعاعاً لا يظلم ضوءه، وفرقاناً لا يخمد برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزاً لا تهزم أنصاره، وحقاً لا تخذل أعوانه، فهو معدن الإيمان وبحبوحته، وينابيع العلم وبحوره، ورياض العدل وغدرانه، وأثافي الإسلام وبنيانه، وأودية الحق وغيطانه، وبحر لا ينزفه المستنزفون، وعيون لا ينضبها الماتحون، ومناهل لايغيضها الواردون، ومنازل لا يضل نهجها المسافرون، وأعلام لايعمى عنها السائرون، وآكام لا يجوز عنها القاصدون، جعله الله رياً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داء، ونوراً ليس معه ظلمة، وحبلاً وثيقاً عروته، ومعقلاً منيعاً ذروته، وعزاً لمن تولاه، وسلماً لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، وعذراً لمن انتحله، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهداً لمن خاصم به، وفلجاً لمن حاج به، وحاملاً لمن حمله، ومطية لمن أعمله، وآية لمن توسم، وجنة لمن استلام، وعلماً لمن وعى، وحديثاً لمن روى، وحكماً لمن قضى."14
وقال (عليه السلام): "إن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه عميق، لاتفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلاّ به."15
وقال (عليه السلام): "إن الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل القرآن، فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين، وفيه ربيع القلوب، وينابيع العلم، وما للقلب جلاء غيره."16
وقال (عليه السلام): "إن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لاوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والعمى والضلال، اسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توحد العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع، وقائل مصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنه ينادي مناد يوم القيامة، ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، و استدلوه على ربكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آرائكم، واستغشوا فيه أهواءكم."17
وعن علي بن الحسين (عليه السلام): "آيات القرآن خزائن، فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها."18
وقال (عليه السلام): "لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي."19
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه."20
وقال (عليه السلام): "يجئ القرآن يوم القيامة في احسن منظور إليه صورة، فيمر بالمسلمين، فيقولون: هذا الرجل منا، فيجاوزهم إلى النبيين، فيقولون: هو منا، فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين، فيقولون: هو منا، حتى ينتهي إلى رب العزة عزوجل، فيقول: يا رب فلان بن فلان أظمأت هواجره، وأسهرت ليله في دار الدنيا، وفلان بن فلان لم أظمأ هواجره، ولم أسهر ليله، فيقول تبارك وتعالى: أدخلهم الجنة على منازلهم، فيقوم، فيتبعونه، فيقول: للمؤمن اقرأ وارقه، فيقرأ ويرقى، حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها."21
وعنه (عليه السلام) أنه قال: "تعلموا القرآن، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة، نظر إليه الخلق والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف، ثمانون ألف صف أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأربعون ألف صف من سائر الأمم، فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل، فيسلم، فينظرون إليه ثم يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم، إن هذا الرجل من المسلمين، نعرفه بنعته وصفته، غير أنه كان أشد اجتهادا منا في القرآن، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه، ثم يجاوز حتى يأتي على صف الشهداء، فينظر إليه الشهداء، فيقولون: لا إله إلا الله الرب الرحيم، إن هذا الرجل من الشهداء، نعرفه بسمته وصفته، غير أنه من شهداء البحر، فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نعطه، قال: فيجاوز حتى يأتي على صف شهداء البحر في صورة شهيد، فينظر إليه شهداء البحر، فيكثر تعجبهم، ويقولون: إن هذا من شهداء البحر، نعرفه بسمته وصفته، غير أن الجزيرة التي أصيب فيها كانت أعظم هولا من الجزيرة التي أصبنا فيها، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه، ثم يجاوز حتى يأتي صف النبيين والمرسلين، في صورة نبي مرسل، فينظر النبيون والمرسلون إليه فيشتد لذلك تعجبهم، ويقولون: لا إله إلا الله العظيم الكريم، إن هذا النبي مرسل، نعرفه بصفته وسمته، غير أنه أعطي فضلا كثيرا،" قال: "فيجتمعون، فيأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيسألونه، ويقولون: يا محمد من هذا؟ فيقول: أو ما تعرفونه؟ فيقولون: ما نعرفه؟ هذا ممن لم يغضب الله عليه، فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا حجة الله على خلقه، فيسلم، ثم يجاوز، حتى يأتي صف الملائكة في صورة ملك مقرب، فينظر إليه الملائكة، فيشتد تعجبهم، ويكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله، ويقولون تعالى ربنا وتقدس، إن هذا العبد من الملائكة نعرفه بسمته وصفته، غير أنه كان أقرب الملائكة من الله عزوجل مقاما من هناك ألبس من النور والجمال."22
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): "كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار، ونور الليل المظلم، على ما كان من جهد وفاقة."23
وقال (عليه السلام): "إن هذا القرآن فيه منار الهدى، ومصابيح الدجى، فليجل جال بصره، ويفتح للضياء نظره، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور."24
إن رجلاً سأل أبا عبد الله (عليه السلام) وقال: "ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلاّ غضاضة؟" فقال (عليه السلام): "إن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة."25
وقال (عليه السلام): "إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد، حتى لايستطيع عبد يقول: لو كان هذا في القرآن، إلاّ وقد أنزله الله فيه."26
وقال (عليه السلام): "ثم ينتهي27 حتى يقف عن يمين العرش، فيقول الجبار: وعزتي وجلالي، وارتفاع مكاني، لأكرمن اليوم من أكرمك، ولأهينن من أهانك."28
وقال (عليه السلام): "إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار."29
وقال (عليه السلام): "القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده."30
وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فانه شافع مشفع، وما حل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفي لمن عرف الصفى، فليجل جال بصره، وليبلغ الصفى نظره، ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فان التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص."31
وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه قال: "إني ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عزوجل به الشياطين."32
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه ذكر القرآن، فقال: "هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار، لا يخلق من الأزمنة، ولا يغث على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، وحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد."33